اقتصاد وبنوك

«السيسي» في فرنسا يلتقي «ماكرون» ويدعو لاحترام المقدسات الدينية

:

كتبت: مروه ابوزاهر

قال الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال كلمته بالمؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون: أتوجه إليكم بخالص الشكر على دعوتكم الكريمة لإتمام زيارة الدولة إلى بلدكم الصديق، كما أعرب عن تقديري لكرم الضيافة والحفاوة التي لقيناها منذ وصولنا إلى باريس، وهو ما يؤكد على ما يجمع بين بلدينا من علاقات ذات طبيعة استراتيجية وصداقة ممتدة على كافة الأصعدة، وتوافر إرادة سياسية قوية للارتقاء بها إلى آفاق أرحب، حيث شهدت أوجه التعاون الثنائي خلال السنوات الماضية خطوات نوعية في كافة المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية، كما يجري التشاور والتنسيق بيننا بصورة منتظمة ودورية إزاء مختلف القضايا محل الاهتمام المتبادل إقليمياً ودولياً.

ولقد اتسمت المحادثات المنفردة والموسعة اليوم مع صديقي الرئيس “ماكرون” بالصراحة والشفافية، وعكست مدى تقارب وجهات النظر بيننا حول الكثير من الملفات والقضايا الثنائية والإقليمية، حيث استعرضنا وبصورة تفصيلية كافة أواصر التعاون، خاصةً الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، وكيفية تطويرها لترتقي إلى مستوى العلاقات السياسية المتميزة بين بلدينا، التي شهدت كذلك قوة دفع واضحة في السنوات الأخيرة.

وفي هذا الإطار، اتفقنا على أهمية العمل المشترك نحو زيادة قيمة الاستثمارات الفرنسية في مصر، والاستفادة من الفرص الكبيرة التي توفرها المشروعات القومية العملاقة في مصر حالياً، وأكدنا على ضرورة الدفع قدماً لزيادة التبادل التجاري بين البلدين وتحقيق التوازن به عبر إتاحة الفرصة لمزيد من نفاذ الصادرات المصرية إلى السوق الفرنسي، بالإضافة إلى تعزيز التعاون في القطاعات الاقتصادية ذات الأولوية، خاصةً في مجال التعليم، والتعليم العالي، والاتصالات، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، والتحول الرقمي، والنقل، والصحة، والبنية الأساسية. كما استعرضنا أوجه التعاون العسكري وسبل تعزيز العلاقات الثقافية والعلمية بما يعكس الميراث الثقافي والحضاري الكبير لبلدينا.

ولقد ناقشنا أيضاً أهمية زيادة تدفقات السياحة الفرنسية إلى المقاصد السياحية في الغردقة وشرم الشيخ والأقصر وأسوان، وذلك في ضوء التدابير الاحترازية المشددة التي تطبقها مصر في تلك المقاصد والتي جعلت معدلات الإصابة بها تكاد تكون منعدمة، كما أعربت لفخامة الرئيس عن الإشادة بقرار استئناف الرحلات السياحية بين البلدين اعتباراً من 4 أكتوبر ۲۰۲۰.

وفي هذا السياق، تبادلنا الرؤي حول التداعيات الصحية والاجتماعية والاقتصادية لانتشار فيروس كورونا المستجد، واستعرضت من جانبي الجهود الدؤوبة للتعامل مع هذه الأزمة والتي نجحت باقتدار في تحقيق التوازن الدقيق بين تطبيق الإجراءات الاحترازية لاحتواء انتشار الفيروس من جانب، واستمرار النشاط الاقتصادي وتفعيل نظام الحماية الاجتماعية لمعالجة الآثار السلبية لهذه الجائحة من جانب آخر، مما جعل مصر واحدة من الدول المعدودة التي استطاعت تحقيق معدلات نمو اقتصادي إيجابية في العالم.

على جانب آخر؛ فلقد كانت المحادثات فرصة مهمة لتأكيد ضرورة العمل المشترك لتشجيع نشر قيم التسامح والاعتدال والتعايش المشترك بين الأديان والحضارات والشعوب، ومحاربة ظواهر التطرف والإرهاب وكراهية الآخر والعنصرية، بما يساهم في تعزيز الحوار بين أصحاب الأديان والثقافات المختلفة. كما أكدت على ضرورة عدم ربط الإرهاب بأي دين، وعدم الإساءة للرموز والمعتقدات المقدسة، وأهمية التمييز الكامل بين الإسلام كديانة سماوية عظيمة وبين ممارسات بعض العناصر المتطرفة التي تنتسب اسماً للإسلام وتسعى لاستغلاله لتبرير جرائمها الإرهابية. وفي هذا السياق، تناولنا أيضاً جهودنا الجارية لصياغة آلية جماعية دولية للتصدي لخطاب الكراهية والتطرف، بمشاركة المؤسسات الدينية من جميع الأطراف بهدف نشر قيم السلام الإنساني وترسيخ أسس التسامح وفكر التعايش السلمي بين الشعوب جميعاً.

ولقد شملت محادثاتنا حواراً معمقاً حول موضوعات حقوق الإنسان والعنصرية والإسلاموفوبيا، وذلك في ضوء ما تشهده القارة الأوروبية ومنطقة الشرق الأوسط من تحديات متصاعدة واضطرابات ونزاعات مسلحة، بما يضع على عاتقنا مسئولية كبيرة للموازنة بين حفظ الأمن والاستقرار الداخلي من جهة وبين الحفاظ على قيم حقوق الإنسان بمفهومها الشامل من جهة ثانية. واستعرضت في هذا الصدد الجهود المصرية الرامية لمزيد من تعزيز حقوق الإنسان لكافة المواطنين دون تمييز عبر ترسيخ مفهوم المواطنة وتجديد الخطاب الديني وتطبيق حكم القانون على الجميع دون استثناء، بالإضافة إلى تحديث البنية التشريعية، خاصةً إقرار اللائحة التنفيذية لقانون تنظيم ممارسة العمل الأهلي لتسهيل عمل منظمات المجتمع المدني وتعزيز قدراتها التنظيمية والمالية، فضلاً عن إطلاق أول استراتيجية وطنية شاملة لحقوق الإنسان التي يجري إعدادها بمشاركة أطياف المجتمع المدني.

من ناحية أخرى، حظيت الأوضاع الإقليمية في شرق المتوسط والشرق الأوسط ومنطقة الساحل الأفريقي بأولوية كبيرة خلال مناقشاتنا المطولة، في ضوء ما تمثله من تحديات جمة ومخاطر متصاعدة على الأمن القومي لبلدينا ومصالحنا المتبادلة، واتفقنا على أهمية تصدي المجتمع الدولي للسياسات العدوانية والاستفزازية التي تنتهجها قوى إقليمية لا تحترم مبادئ القانون الدولي وحسن الجوار وتدعم المنظمات الإرهابية وتعمل على تأجيج الصراعات في المنطقة.

وفي سياق متصل، أكدنا ضرورة استمرار المساعي النشطة لتسوية النزاعات الإقليمية بصورة سلمية استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية، وتوافقنا على أهمية تهيئة المناخ الملائم لاستئناف عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بما يتفق مع المرجعيات المتفق عليها ومبدأ حل الدولتين بما يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية على حدود 4 يونيو 1967 عاصمتها القدس الشرقية، وشددنا على أن الحل السياسي الشامل في ليبيا الذي يعالج كافة جوانب الأزمة هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار لهذا البلد الشقيق والحفاظ على وحدته الإقليمية، وأكدنا على ضرورة تفكيك الميليشيات المسلحة وخروج كافة القوات الأجنبية من ليبيا تنفيذاً لما تم الاتفاق عليه خلال اجتماعات اللجنة العسكرية “5 + 5”. كما تم تناول آخر تطورات مفاوضات سد النهضة والمساعي المصرية الرامية للتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم ومتوازن للملء والتشغيل يراعي مصالح مصر والسودان وإثيوبيا.

فخامة الرئيس “إيمانويل ماكرون”،

ختاماً، فإنني أعرب مجدداً عن امتناني لدعوتكم الكريمة وتقديري لمناقشاتنا البناءة التي أكدت حرصنا المتبادل على مزيد من تطوير التعاون المثمر بين بلدينا تحقيقا لمصالحنا المتبادلة، وأتطلع إلى استقبالكم في القاهرة خلال العام القادم كضيف كريم على مصر.

ـــ

الرئيس يلتقي عمدة باريس لاستعراض التجربة المصرية في المشروعات القومية

التقى الرئيس عبدالفتاح السيسي، آن هيدالجو عمدة باريس، وذلك في مقر عمودية باريس. وصرح المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية بأن اللقاء تناول استعراض التجربة المصرية الحالية في المشروعات القومية الكبري خلال السنوات الماضية واستشراف فرص التعاون بين باريس والقاهرة والمدن الجديدة في محافظات مصر.

ورحبت عمدة باريس بالرئيس السيسي، في زيارته لفرنسا، معبرة عن التطلع للتعاون المشترك مع الحكومة المصرية ومحافظة القاهرة خاصة على الصعيد الثقافي وقطاع الخدمات، وذلك في إطار الروابط التاريخية التى تجمع بين البلدين وحرص فرنسا على مساندة جهود مصر التنموية من خلال تبادل الخبرات والاستثمار المشترك.

من جانبه، أوضح الرئيس حجم وتنوع المشروعات القومية الكبري الجارية في مصر وهو الأمر الذي يوفر مجالات متعددة للتعاون المشترك فيما يتعلق بالمدن الجديدة خاصة العاصمة الإدارية الجديدة، وكذلك في قطاع السياحة والآثار في ضوء سلسلة المتاحف الجديدة وعلى رأسها المتحف المصري الكبير الذي يعد الأكبر في العالم، بالإضافة إلى تعزيز التعاون على المستويين الاقتصادي والتجاري. وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء تناول كذلك عدداً من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، خاصة مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف

ــــــــــــ

الرئيس يلتقي وزيرة الدفاع الفرنسية لبحث التعاون العسكري بين البلدين

التقى الرئيس عبدالفتاح السيسي، بقصر «الإنفاليد» الوطني بباريس مع فلورانس بارلي، وزيرة الدفاع الفرنسية، حيث أقيمت للسيد الرئيس مراسم الاستقبال الرسمى وتم عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف. وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن اللقاء تناول بحث جوانب التعاون العسكري بين البلدين وتطويره في المرحلة المقبلة.

وأكدت «بارلي» التطلع لترسيخ الجانب العسكري والأمني في علاقات التعاون بين البلدين، تلك العلاقات التي تمثل ركيزة للاستقرار والأمن في منطقة المتوسط خاصة في ضوء الدور الهام والحيوي الذي تقوم به مصر في تحقيق التوازن الإقليمي.

وأكد الرئيس السيسي حرص مصر على تعزيز العلاقات العسكرية والامنية وبرامج ونظم التسليح مع فرنسا وذلك في إطار علاقة الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، خاصة في ضوء التحديات المتصاعدة في منطقتي الشرق الأوسط وشرق المتوسط، الأمر الذي يتطلب تكثيف التنسيق والتشاور بين البلدين من أجل مواجهه تلك التحديات.

كما شهد اللقاء التباحث بشأن آخر المستجدات على صعيد عدد من الازمات والقضايا الإقليمية، خاصة مكافحة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة المسلحة في المنطقة.

ــــــــــــــــ

الرئيس لوزير خارجية فرنسا: يجب دعم الحوار بين أوروبا والعالم الإسلامي

التقى الرئيس عبدالفتاح السيسي جان إيف لودريان، وزير خارجية فرنسا، بمقر وزارة الخارجية الفرنسية. وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن وزير الخارجية الفرنسي رحب بزيارة السيد الرئيس إلى باريس، مؤكداً ثقته في أن تلك الزيارة ومباحثات سيادته المرتقبة مع الرئيس الفرنسي «ماكرون» ستدعم مسيرة العلاقات بين البلدين على نحو بناء وإيجابي، في ظل تطلع فرنسا لتعزيز أطر التعاون المشترك مع مصر فى مختلف المجالات.

كما أعرب «لودريان» عن تطلع فرنسا لتكثيف التنسيق المشترك مع مصر حول قضايا الشرق الأوسط، وذلك في ضوء التوازن الاستراتيجي الذي تقوم به مصر في شرق المتوسط ومحيطها الإقليمي، خاصةً وأن مصر بقيادة السيد الرئيس نجحت خلال سنوات قليلة في استعادة دورها المحوري الإقليمي الفعال علي نحو عكس عراقة الحضارة المصرية الممتدة، وهو ما تجسد أيضاً في النجاحات الضخمة المتتالية داخل مصر سواء على مستوى الاستقرار والامن ومكافحة الإرهاب أو على المستوى الاقتصادي والتنموي والاجتماعي.

وأضاف المتحدث الرسمي، أن اللقاء تناول التباحث حول عدد من الملفات الإقليمية، خاصةً تطورات الأوضاع في كلٍ من شرق المتوسط وليبيا وسوريا والأزمات في بعض من دول المنطقة، حيث أكد الرئيس أنه لا سبيل لتسوية تلك الأزمات إلا من خلال الدعم الكامل من المجتمع الدولي لاستعادة المؤسسات الوطنية لتلك الدول من أجل عودتها الي وضعها الطبيعي وتقويتها لمواجهة التدخلات والأطماع الخارجية ودحر خطر الإرهاب، وتحقيق التوازن بين دول المنطقة.

كما أكد الرئيس حرص مصر على تدعيم الشراكة الاستراتيجية الممتدة مع فرنسا، والتي تمثل ركيزة هامة للحفاظ على الأمن والاستقرار بمنطقة حوض المتوسط والشرق الأوسط، معرباً سيادته في هذا الإطار عن التطلع للتنسيق والتشاور مع الجانب الفرنسي خلال الفترة المقبلة بشأن مختلف الملفات السياسية والأمنية والاقتصادية ذات الاهتمام المشترك، ومؤكداً الأهمية المتنامية في الوقت الراهن لدعم جسور التواصل ومسارات الحوار سعياً نحو تحقيق تفاهم مشترك بين العالمين الإسلامي والأوروبي على نحو من الاحترام المتبادل لخصوصيات كل منهما.

كما استعرض الجانبان مستجدات القضية الفلسطينية وسبل إحياء عملية السلام، حيث تم التوافق علي تركيز التنسيق المشترك بين مصر وفرنسا خلال الفترة المقبلة مع الشركاء الدوليين لإعادة مسار المفاوضات بين الطرفين من أجل التوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وفق المرجعيات الدولية.

ــــــــــ

وزير الأوقاف: حديث السيسي عن احترام المقدسات الدينية يسهم في صنع السلام


أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، أن حديث الرئيس عبدالفتاح السيسي في المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس الفرنسي بباريس، أثلج صدور المسلمين ومحبي السلام الإنساني ودعاته في مختلف أرجاء المعمورة، وحاز احترام العالم كله لشدة حكمته وعقلانيته وإنصافه للذات والآخر، واعتماده على العقل والمنطق السديد.

وقال الوزير، في بيان له، إن حديث الرئيس عن احترام المقدسات والرموز الدينية، يسهم بقوة في صنع السلام العالمي، ويدعم حوار الأديان والحضارات والثقافات، كما أن ما ذكره الرئيس من أن القيم الدينية أعلى من القيم الإنسانية، كلام يوزن بميزان الذهب، ويدرك معناه ويحترمه كل المؤمنين المتدينين في العالم بأسره.

أوضح الوزير، أن مطالبة الرئيس بمراجعة القوانين التي تسمح بعدم احترام الأديان، دعوة شجاعة ومنصفة وجديرة بأن تكون ميثاقا دوليا، وأن الرئيس ينطلق في ذلك من منطلقات دينية وإيمانية وإنسانية رشيدة وسديدة وواعية، وغير محتملة للجدل، لافتا إلى أن هذا يجعلنا فخورين بهذا التناول الراقي المنبثق من عمق الحضارة والثقافة الإسلامية العظيمة، مع إنصاف الآخرين واحترام عقائدهم ومقدساتهم، وفِي الوقت ذاته، مطالبتهم وعلى قدم المساواة باحترام مقدساتنا ومعتقداتنا وثقافتنا، وخصوصيتنا الدينية والحضارية والثقافية، قدر احترامنا لمقدسات الآخرين ومعتقداتهم وخصوصياتهم الحضارية والثقافية.