رئيس التحرير

إهمال وعدم مسؤولية

:


 بقلم – مروة أبو زاهر

 كم حاولت كتم الغيظ والغضب والحزن في نفسي عقب مشاهدة المسلسل المأساوي لحادث حريق قطار محطة مصر الأربعاء الماضي، حيث ما تزال صور الضحايا وهم يتقلبون ألما بفعل النيران التي تمسك بهم مصلوبة في ذاكرتي وكأنها ترفض أن تغادر عقلي لتحل محلها صور أخرى مأساوية، فالحادث فاق في ألامه وبشاعته حادث قطار العيد في الصعيد رغم تشابه وجود النيران فيهما لكن الفرق أن المصريين لم يشاهدوا احتراق الجثث في قطار العيد على الهواء ومباشرة إن جاز التعبير كما حدث في الحادث الأخير عبر فيديوهات بثت بعد دقائق من وقوع الكارثة.

لاشيء في جعبتي أقدمه لأسر الضحايا سواء خالص التعازي، بينما نبقى مدينين للضحايا أنفسهم بالاعتذار وطلب الصفح والعفو عن الإهمال الفج الذي بلغ أقصاه في حادث احتراق قطار الأربعاء الأسود ، بعدما كشفت التحقيقات أن الاستهتار هو الذي قتل وأصاب العشرات من الأبرياء كل ذنبهم أنهم وضعوا ثقتهم في مرفق يسكنه الفوضى واللامبالاة منذ عشرات السنين، وأصبحت تذاكره رحلات مجانية للآخرة وهو مايدلل عليه حجم الحوادث وأعداد الضحايا في السنوات العشر الأخيرة.

الاعتراف بداية الحقيقة لذا يجب القول أن الأمر صارا محزنا ومخجلا لكل مواطن مصري يغار على بلده ويتمنى أن يراها أجمل بلد في العالم. اكتب إليكم وكل ما بداخلي حزين علي أرواح فقدت وأشخاصا أصيبوا بسبب إهمال سائق أو تواطؤ حتى كتابه هذه السطور لم تظهر النتيجة الحقيقية للحادث هل هو إهمال فقط أم إهمال وتواطؤ مع من يريدون تدمير وطننا الحبيب مصر. لكن تعالوا بنا نتفق أنه في حال تواطؤ سائق القطار مع أعداء الوطن فالأمر هنا يصبح كارثي ويحتاج لوقفة ومراجعات حاسمة لمن يتولون مسئوليات مثل السائق في رقبته أرواح آلاف الناس، الإهمال وعدم الإحساس بالمسؤولية يجعل الإنسان يتصرف كالسفيه الذي لا يدرك قيمة نفسه ولا حجم مسؤوليته، فما الحال إذ كان كذلك بالإضافة إلى انتماءاته العدوانية، لجماعة ما، انعدام الضمير وغياب المسؤولية من الممكن أن يدمر كل من يحيط بهذا الشخص معرض للخطر في أي لحظة. كل شخص موظف هو مسئول كبير يجب أن يكون علي قدر المسؤولية المكلف بها، وسائق تلك القطار معدوم الضمير والمسؤولية، بلدنا تتقدم إلى الأمام يوما بعد يوما تحيط بنا المشروعات الجديدة في كل مكان، بشهادة العالم، مصر تسير على الخط السليم، وتلك الحوادث تدل على قمة الفشل للإرهاب وخيبة الأمل. نجاح القيادة السياسية في مئات المشاريع القومية ونجاح القائد في تصحيح نظرة العالم لنا، والإشادة بتخطينا الصعاب يدفع جماعات الإرهاب والفوضى والدم للجنون فتحركهم الأحقاد، حتى انهم ليبتهجون عند سقوط عشرات القتلى والمصابين من بني وطنهم، ويستغلون أرواح الأبرياء مادة للشماتة في كل وسائل الإعلامية، لكن دون أن يلتفتوا إلى أن رصيدهم من الكره يزداد لدي جميع المصريين الذين باتوا يعرفون حقيقة تلك الجماعات. وفي النهاية أود أن أوجه رسالة إلى كل شخص في مكانه كل عمل هو مهم ويجب أن نتكاتف جميعا لاستمرار نجاح وطننا الحبيب مصر، ولا نجعل القيادة السياسية تبني وحدها، نعمل جميعا لاستمرار البناء، لأن نجاح البناء مرتبط بتكاتفنا جميعا علي قلب رجل واحد لاستكمال بناء الوطن.