نجوم وفنون

«المهرجانات» في عيون النقاد: «التائب من الذنب كمن لا ذنب له»

:

انشغل الرأي العام، وتحديدًا عشاق ومحبي الغناء والموسيقى خلال الأيام الماضية بقرار نقيب الموسيقيين هاني شاكر، وعدد من مطربي المهرجانات مثل حسن شاكوش وعمر كمال وحمو بيكا وغيرهم، بوقفهم عن الغناء فضلا عن مخاطبة الجهات المسؤولة بعدم السماح لهم بالغناء، ما أثار الجدل الرأي العام وصولا لمواقع التواصل الاجتماعي ومعظم وسائل الإعلام لتكون قضية مؤثوة تمس ثقافة شعب، من خلال قوته الناعمة المتمثلة في الفن، وعلى حجم الأزمة كانت الآراء بين مؤيد ومعارض وحيادي يقف في المنتصف.

تأتي الأزمة بعد مشاركة شاكوش وعمر كمال في حفل أقيم ليلة عيد الحب باستاد القاهرة، حضرها الآلاف ليغنوا أغنيتهم الشهيرة «بنت الجيران» ويضيفوا إليها مقطع غير لائق وهو ما أثار غضب الرأي العام، حيث أصدر قرارًا بوقفهم عن الغناء.

«الوقف عن الغناء»، القرار الذي أثار الجدل، يراه البعض أن شاكوش وغيره من مطربي المهرجانات نتاج لحالة الحداثة والتطور لما تشهده هذه الأيام، وهناك من يرى أن الحفاظ على الذوق العام، وأخلاق المجتمع، أمر لا يجب التهاون به حتى لا تؤثر على الجيل الجديد، ومن هنا تعالت الأصوات المؤيدة والمعارضة، ومنها نجوم كثر، ونقاد أيدوا فكرة وقفهم عن الغناء وعلى النقيد الآخر ظهرت أصوات أخرى هاجمت النقيب.

بانفعال قال الموسيقار حلمي بكر، الذي أكد رفضه لما يدور على الساحة من ما وصفه بـ«انهيار غنائي» قائلا: «أنا ضد ما يحدث في البلد من انهيار غنائي انهيار كامل للفن، البلد بتتدمر يعني إية مغني مهرجانات دول كلهم جهلة فين المسؤولين اللي ف البلد دول كلهم أميين لا فن ولا ثقافة».

وتابع «بكر» في تصريح خاص لـ«الصباح نيوز»، إن ليس من المنطقي أن يقود حركة الفن في مصر الذين يخرجون لنا بأغاني المهرجانات، كما أن مساندهم انطلاقا من الجملة المنتشرة «عشان هما غلابة» ليست منطقية، قائلا: «دول بيغنوا للمخدرات والجنس».

ووصف «بكر» مطربي المهرجانات بالعربجة قائلا: «خلصت كل كلامي عنهم واللي جاي دور الدولة، لازم يكون ليهم دور لمواجهة الظاهرة التي تسيئ للمجتمع والأجيال القادمة، والتي تفسد الذوق العام».

وأضاف الموسيقار الذي يرى المهرجانات حالة غير مفهومة: «دول مش عايزين نقابة دول عايزين البوليس» مشيرًا إلى أن نقيب الموسيقين هاني شاكر، لم يرجع بقراره، لكنه استطرد «ولو تم الرجوع عن القرار يتحملوا نتائج الرجوع عنه».

وتحدث «بكر» عن عالم المهرجانات، أن الجيد بهم يغني كلمات سيئة وصاحب الصوت الردئ يمر وسط زحام الأصوات، متابعًا: «كل اللي بيغنوه كلام فاضي». مختتمًا حديثه «أنا قولت اللي عندي واللي جاي دور الدولة يا ننهار أكتر من كدا يا إحنا أحرار» .

ومن جانبة قال الفنان مصطفى كامل نقيب الموسيقين السابق، إن أغاني المهرجانات «دمار للأجيال القادمة» أين الرقابة والمراحل الرقابية التي كانت تمر على جميع الأغاني والأعمال الفنية، للتأكد من عدم وجود ألفاظ خارجة.

وأضاف «كامل»، في حديثه لـ«الصباح نيوز»، «أنا مش ضد حد أنا عندي مبدأ، النقابة كانت فين من ٥ سنين، لسه فاكرين نفوق دلوقت فاكرين نصحى دلوقت للأسف إحنا صحينا متأخر ما يحدث حاليا من ابتذال وإسفاف مرفوض تمامًا»، مرددًا: «لا للإسفاف».

وأكد نقيب الموسيقيين السابق، أن أكبر المطربين في مصر لا يجيدون شركات إنتاج تنتج لهم بسبب «يوتيوب»، والشباب الحالي أصبح «يوتيوب» المنفذ الوحيد لهم وأصبح وسيلة للهلس، متابعا «مطربو المهرجانات تنازلو عن مبدأهم في أول خطواتهم» لكن يوجد منهم خامة وصوت جيدين ولا بد من احتوائهم وضمهم بضوابط وقوانين.

«التائب من الذنب كمن لا ذنب له»، تعليق نقيب الموسيقيين السابق، على مطربي المهرجانات حال خضعوا لضوابط نقابية، مستثنيا أصحاب «الأصوات الرديئة التي لا تحتمل، أيضا من يعتمد على الإسفاف والابتذال» وهؤلاء ليسوا ممن يقصدهم لأن الإبقاء عليهم يدمر أجيال كاملة.

وفي ختام حديثه، قال نقيب الموسيقيين السابق، إن «شغلة الفن تربوية قبل ما تكون فنية.. لازم نحتضنهم لأن (البوتيوب) هيخليهم يقولوا كلام مبتذل أكتر»، مؤكدًا أنه لا يدافع عن المهرجانات ولكن نحتضن الجيد ونستبعد السيئ.

وعلى الجانب الآخر قالت الناقدة ماجدة خير الله، إن أغاني المهرجانات لا تفسد الذوق العام مثلما يردد البعض، موضحة أن أي ظاهرة في الدنيا لا تحدث بين ليلة وضحاها والمجتمعات لا تتغير بشكل مفاجئ بل هناك العديد من المراحل التي تمر بها، والتغيير المفاجئ لا يعني إلا أن المجتمع كان في «غيبوبة»، وهو ما يجعل من أغاني المهرجانات نتاج طبيعي جدًا بل ودفاعي في مرحلة من حياتنا.

وأضافت «خير الله»، في تصريح خاص لـ«الصباح نيوز»، أن ساحة الغناء في مصر منقسمة لعدة أنواع وكان لا بد للمواطن المصري أن يبحث عن نغمة تخصه، يسمعها ويرددها في حياته اليومية، ومن هنا ظهرت أغنيات «الميكروباص»، فالجميع أحرار في ذوقهم الفني يستمعون لما يريدونه ويرفضون ما لا يتناسب معهم أيضا.

وأكدت الناقدة الفنية، أن «مهما كانت نوعية الأغاني التي تقدم للجمهور سواء شعبية أو كلاسيكية ليس هناك نوعية تفسد الذوق العام مثل ما يدعون»، متابعة: «أنا ضد الآراء التي تفيد أن أغاني المهرجانات أفسدت الذوق العام وساعدت على دفن المواهب الجادة لأن ليس هناك موهبة جادة وحقيقة تدفن لأن السيىء لا يطغى على الجيد قط».

واختتمت «خير الله»، الجميع أحرار في أذواقهم الفني يستمعون لما يريدونه ويرفضون ما لا يتناسب معهم أيضا، أما النقابة عليها أن تدرك استحالة إيقاف عجلات الزمن، وجود مطربي المهرجانات داخل النقابة أفضل كثيرا من تجاهلهم، على الأقل وجودهم سوف يسمح بتحصيل مكاسب كبيرة تفيد ميزانية النقابة.

وكان نقيب الموسيقيين فتح النار على مطربى المهرجانات، وذلك من خلال إصدار قرار بمنع مطربى المهرجانات من الغناء نهائيا وتحذير كافة المنشآت السياحية من التعامل معهم بما فى ذلك محمد رمضان الذى اتجه مؤخرا للغناء وإحياء الحفلات.

ويأتى ذلك بعد اصدار النقيب بيانا جاء فيه إنه فى إطار الجدل المجتمعى الحاصل على الساحة المصرية ووجود شبه اتفاق بين كل طوائف المجتمع على الحالة السيئة التى باتت تهدد الفن والثقافة العامة بسبب ما يسمى بأغانى المهرجانات، والتى هى نوع من أنواع موسيقى وإيقاعات الزار وكلمات موحية ترسخ لعادات وإيحاءات غير أخلاقية فى كثيرٍ منها، وقد أفرزت هذه المهرجانات ما يسمى بـ«مستمعى الغريزة»، وأصبح مؤدى المهرجان هو الأب الشرعى لهذا الانحدار الفنى والأخلاقى، وقد أغرت حالة التردى هذه بعض نجوم السينما فى المساهمة الفعالة والقوية فى هذا الإسفاف.

وأوضح نقيب المهن الموسيقية، أن شروط عضوية أو تصاريح النقابة بالغناء ليست قوامها صلاحية الصوت فقط، ولكن أيضًا هناك شروطًا عامة يتوجب أن تتوافر فى طالب العضوية أو التصريح، وهى الالتزام بالقيم العليا للمجتمع والعرف الأخلاقى واختيار الكلمات التى لا تحض على عادات سيئة، وأن لجنة اختبار الأصوات مجرد مرحلة أولى، ثم ينعقد المجلس للنظر في بقية الشروط.