الأرشيف

حي علي الفلاح

:

بقلم: أسامة طموم

مقالى بموقع جريدة الصباح نيوز وموقع جريدة الاخبارية مصر

حى على الفلاح

لاشك ان أزمة فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19” أصبحت الحدث الاهم للعالم أجمع خلال هذه الفترة التى نعاصرها حيث أن هذا الوباء يعتبر الأسوء فى تاريخ البشرية من حيث قوة تأثيره وسرعة انتشاره على معظم دول العالم والتى تسارع المختبرات العلمية فى كثير من الدول للوصول الى لقاح أو مصل لمكافحة هذا الفيروس الذى يحصد الآف الضحايا حول العالم خلاف عدد الاصابات التى تتضاعف بشكل سريع مما جعل جميع الدول فى حالة استنفار تام لمحاولة السيطرة على عدم زيادة اعداد المصابين من خلال الطرق الاحترازية المختلفة لمواجهة هذا الخطر الذى يهدد حياة البشرية ، فضلا عن الآثار الاقتصادية السيئة الناتجة عن العزل المفروض على معظم الانشطة لتقليل الاعداد لمنع الاختلاط تفادياً لنقل العدوى .

وبحسب توقع البنك الدولى وصندوق النقد الدولى فإن حجم الخسائر الاقتصادية العالمية جراء فيروس كورونا تشير الى توقعات بإنخفاض معدل النمو الى 2.1% بدلآ من3.6% والخسائر المالية على مستوى العالم سوف تتجاوز الـ 6 تريليون دولار مما يظهر مدى الضرر الواقع على الاقتصاد العالمي وعدم قدرة تحمل بعض الدول لهذه الاضرار الجسيمة بمفردها حيث أصيبت دول بالشلل وتوقف اقتصادها ومنيت بخسائر فادحة ؛ الامر الذى يجعل التكاتف الدولي لمواجهة التداعيات الاقتصادية لفيروس كورونا أمراً لازماً ولابد من مراجعة بعض النظم التجارية بما يحافظ على الدول التى لا تستطيع مواجهة هذه الازمة بمفردها مطلباً انسانياً ؛ وهذا ما أشار إليه مستشار البنك الدولى السابق ” بأن العالم سيحتاج الى إجراءات اقتصادية صعبة من أجل تدارك تلك الخسائر حتى بعد انتهاء أزمة فيروس كورونا وانتشاره على مستوى العالم ” .

إن الحد من انتشار الفيروس بيننا لن يكتب له النجاح الا بالالتزام التام بتعليمات الحظر المفروضة والمكوث بالمنازل خلال الفترات المحددة وهذا بالطبع سوف يؤدي الى خسائر مادية ولكم الأهم هو تقليل الخسائر البشرية وأعتقد أن مصر لم تتدخر جهداً في سبيل تقليل حدة التداعيات الاقتصاديه الناتجه عن هذا الجائحة ؛ ومن ضمن هذه المبادرات تخصيص منحة للعمالة غير المنتظمة المتضررة من تداعيات أزمة كورونا مقدارها 500 جنية شهرياً لمدة 3 أشهر لنحو مليون ونصف المليون عامل غير منتظم ؛ مما يؤكد لنا جمعياً بأن الدولة تدير ملف الأزمة بمهارة كبرى في ظل امكانياتنا بالمقارنة بدول كبرى لا تستيطع الصمود في تحمل هذه المحنة وهذا ما أكده الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال تفقده أطقم ومعدات القوات المسلحة لمعاونة القطاع المدنى في مكافحة كورونا وبلهجة تملؤها الثقة ( أن مصر قوية وقادرة وأننا مستعدون لكل السيناريوهات والاحتمالات وأننا سنعبر تلك الأزمة كما عبرنا غيرها من قبل معاً يداً بيد دون خوف أو فزع) .

فالفلاح الفلاح والسعي السعي المؤديان إلى فعل الخير تتطلب منا جميعاً في هذه الآزمة التكاتف لمواجهتا كلاً حسب مقدرته لان هذا وقت التضامن الاجتماعى وتقديم العون لكافة الفئات الأَولى بالرعاية وهى رسالة للعودة مرة أخرى الى تعاليم الأديان السماوية والتي تحث جميعها على التعاون بين جميع البشر وتقديم العون للمحتاجين بما له من مردود ايجابى على صحة وأمن المجتمع بأكمله قال تعالى : ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ) وأعتقد أن هذه فرصة للمرحمة فيما بيننا لاعادة بناء جسور المحبة في المجتمع ونبذ روح الحقد والكراهية فمساعدة الآخرين والاحساس بهم من قواعد المواطنة السليمة فأى دولة مهما كانت قدرتها وامكانياتها لن تقوى على تخطى هذه الازمة بمفردها ؛ ولعلنا نرى نماذج مشرفه كثيرة في بلدنا تسارع في معاونة المتضررين من أزمة كورونا منهم أصحاب مصانع لم يقوموا بتسريح العاملين أو يقطتعوا أية مبالغ من رواتبهم ناتج تخفيض ساعات العمل بسبب الحظر المفروض ؛ والمبادرات الكثيرة من الجمعيات والاحزاب ورجال الأعمال الذين تبرعوا بمئات الملايين والفنانين وغيرهم من أبناء مصر الشرفاء الذين يتبارون فيما بينهم لتقديم العون للأُسر المتضررة بهذه الجائحة؛ ولعل هذه الفترة التي نمكث فيها لفترات كبيرة بالمنازل نتيجة الحظر المفروض للسيطرة على انتشار العدوى فرصة لاعادة الحممية والتأمل والتفكير العميق بالكون لتكون هذه المحنة إيذاناً لنغير نمط حياتنا لنبدأ عصرا جديداً عاقلاً وليس لاهثاً الامر الذى يؤدى الى الوصول لمفاهيم جديدة تتناسب مع المرحلة القادمة لننجز القرارات التي تهدف الى عمارة الكون والرجوع الى عبادة الرحمن من أجل العودة الى الهدوء النفسي في عالم تكالبت عليه الصراعات مما أدى إلى الوصول للأزمة الحالية التي نمر بها الآن .

وأذا كنا نتبع سياسة التباعد الاجتماعى للحد من انتشار الفيروس علينا ان نتقارب انسانياً لمواجهة تداعياته وكلي ثقة بأننا سوف نجتاز هذه المحنة وسوف تعود الحياة لطبيعتها وستصبح جائحة كورونا ذكرى نستخلص منها الدورس لتقوى مناعتنا الإنسانية ضد أي أخطار قادمة في عالم ما بعد كورونا .

حفظ الله الوطن